كلُّنا للفناء لن يبقى وجهٌ
غير وجهٍ به يكون الفناءُ
إنّهُ الواحد الذي ليس يرجى
غيره وهو فاعلٌ ما يشاءُ...
فهو اللهُ قاهرٌ كلَّ شيءٍ
وهو ربٌ به يكون الرجاءُ
ما لنا والغرور يملأُ نفساً
وهي نفسٌ يشينها الإنطفاءُ
إن بقينا أضرَّنا طول مكثٍ
أو رحلنا جرى علينا البكاءُ
فهي دنيا هوائُها من مآسي
واضطرابٌ ثباتها وانتهاءُ
احزموا الأمر واستقلوا الأماني
وارقبوا الموت فالحياةُ انكفاءُ
كفِّنوا الجسم في بياض فعالٍ
طهروا الروح كي يطيب اللقاءُ
أيهِ يا نفسُ هل تَذَكّرتِ يوماً
قلبك الدافق اعتراه انقضاء
ناولت جسمَك الأكفُ أكفاً
وإلى القبر بالوديعةِ جاءوا
فسلامٌ عليك منهم ولكن
لا سلامٌ هناك والذنب داءُ
أِنه القبر وحشةٌ وظلامٌ
واعتصارٌ به يُهدُّ البناءُ...
وهوامٌ تجمّعت فوق عينٍ
كان فيها النضار والامتلاءُ
قد أبيحت وطُحِّنت باشتهاءٍ
وانمحى الحسن.. أين ذاك البهاء
فتبصّر بعين ذاتك حتى
تبصر النور حين يأتي النداءُ